ليه أحمد مراد مكروه في أوساط المثقفين؟


فيه مقال بيلف السوشيال ميديا اليومين دول، بشوفه بمثابة "شهادة" عن الاضطهاد الممنهج اللي اتعرض ليه واحد زى أحمد مراد من أوساط اللي مسميين نفسهم "مثقفين".

الجواب باين من عنوانه. أحمد مراد متهم بالنجاح. جريمته الكبرى انه كاتب "بيست سيلر"، رواياته بتحقق أعلى المبيعات.. جريمة لا تغتفر طبعا في عرف اليسار، بدرجة اضطرت الكاتب انه يحطها في عنوان مقاله: "البيست سيلر: أو كيف قتل أحمد مراد دكتور جيكل؟". 

وليه بسميها "شهادة"؟ لإن نفس القصص اللي المقال بيهاجم بيها أحمد مراد، لو أعدنا سردها بترتيب أقل تحذلقا هنلاقيها بتدين كارهيه مش بتدينه. 

وزى ما "الكحكة في ايد اليتيم عجبة" على رأى المثل، النجاح الجماهيري في ايد العاجزين عن تحقيقه عجبة بردو. لغز محتاج حل. 

انت ناجح؟ يا ترى عشان سطحي وبتقدم "ما يطلبه المستمعون" زيك زى حمو بيكا؟ ولا عشان مداهن للسلطة متآمر مع الأمريكان ورؤوس الأموال؟ في كلا الحالتين انت لا تستحق لقب "كاتب" زينا، احنا اللي معانا "صكوك الإبداع" نؤتيها من نشاء.. 

والحقيقة أبسط من كدا بكتير. أحمد مراد ناجح لإنه ظهر في وقت الجمهور بيتفرج فيه على "بريكنج باد" و"جيم أوف ثرونز"، أكيد مش هيشتري منك قصص ابو زيد الهلالي.. فلما يجي مراد ويقدمله "تراب الماس" و"الفيل الأزرق"، طبيعي ينجح.. وطبيعي النجاح ده يتكرر أضعاف مضاعفه لما الروايات دي تتعمل أفلام أقل ما يقال عنها انها مبهرة. 


المقال بيعترف بعملية الإقصاء اللي الوسط الثقافي مارسها ضد أحمد مراد، ومحاولاته الدءوبة للتقليل منه ومن كتاباته ووضعه في خانة لا تليق: تلميذ تحت رجلين سيادتهم يعلموه "صحيح الأدب".. ومع ذلك مستغرب ومش عاجبه ان أحمد مراد نأى بنفسه عن الوسط كله وركز في شغله وبس. 

بيقولك:

"يظهر مراد في بعض الصور القديمة في دار ميريت مع كُتَّاب التسعينيات والجيل التالي، لكنه يختفي من تلك الصور بعد 2011، إذ انتقل إلى طبقة أخرى، أو تحول هو لشخص آخر."

بيكمل:

"دكتور جيكل؛ الطيب الذي كان يسهر مع المثقفين والكتاب في دار ميريت قد مات، وللدقة قتله مستر هايد. وهو الآن يواظب على نشر صوره على صفحته على الفيسبوك معدلة بالفوتوشوب، محاطة بهالات الغموض". 

وبصراحة مش عارف ايه الأزمة يعني؟ حد يشاورلي! يعم الراجل مش هيسهر معاكوا ولا هيتصور معاكوا، هو حر.. خلاص بقى ميستر هايد! لأ ويقولك أحمد مراد بطل يلبس تيشيرتات ملونة زى زمان. كل لبسه بقى بدل سودا وحالق شعره زيرو! شرير شرير يعني!

"حين قابلت أحمد مراد منذ أكثر من 9 سنوات، طلب أن نلتقي في كافيه (سيلانترو). وعلى مدى عملي لأكثر من 15 عاما في الصحافة الثقافية لم أقابل أي كاتب غير أحمد مراد في مثل هذه الكافيهات؛ هل لتفضيل مراد للـ(كافيه) عن المقهى البلدي أو البار، سبب آخر في حقد المثقفين والكُتَّاب على مراد؟" 

انت متخيل؟ الجماعة المثقفين محروقين من الراجل عشان بيقعد في كافيهات، بدل ما يبقى مثقف محترم، ويشاركهم هوايتهم المفضلة في الخناق على حساب المشاريب كل ليلة في زهرة البستان!

النقد اللي عليه العين الوحيد اللي قدمه المقال، كان لما أشار للجهالات اللي ساهم أحمد مراد في ترويجها، من عينة ان "أوزوريس" هو النبي "إدريس" إلخ.. بس بيرجع ويعتب على مراد انه انحاز للسيسي ضد الإخوان، اللي هم أصلا أول من نشر نوعية الهراء دي.. فمتفهمش أى انفصام في الشخصية هذا..  

بس سيبك انت. أحمد مراد اتغير. بقى ميستر هايد. عايز دليل كمان (غير النجاح والحلقة الزيرو)؟ خد المفاجأة اللي المقال محوشهالك للآخر دي: أحمد مراد لما المثقفين بيعملوا ضده حملات تشهير مبيردش عليهم، بحجة انه مش فاضي لا هو ولا جمهوره للحوارات الجانبية. بيلجأ للقانون عشان يجيبله حقه!

غريب أحمد مراد ده..

(11 فبراير 2023)

اترك تعليقًا

0 تعليقات