"حكاوي الجنس" الضائعة بين الوعظ الديني ومحاربة التحرش!

 

هيحصل ايه لو طفل غلس شاف صف نمل ماشي في حاله، فقعد بكل بواخة يحط حواجز في طريقه؟

أكيد جربت ده وانت صغير، وعارف انها مسألة وقت على ما النمل يلاقي مسار مختلف يوصله لمكان ما هو رايح.. هيلف حوالين الحاجز. هيعدي من فوقه. إن شالله حتى يطلع عالحيطة مش هتفرق معاه. المهم يوصل.

النهاردة كنت بفكر في سؤال: ليه كترت قصص التحرش؟ أو بالأصح: ليه زاد الإقبال عليها بالشكل ده؟ وليه كل مرة بتتحول لترند؟ ولقيت انه لازم اجاوب الأول على سؤال: كيف بدأ عبدالله رشدي؟ !

*

احنا كبشر بنحب الجنس. والأهم، بنحب نحكي عنه. بنحب حواديت الغرام يعني.

زمان كان ممكن تشوف الحواديت دي على الشاشة.. وكان ممكن تقراها في الروايات.. وأحيان كنت تقابلها في السير الذاتية.. زى السيرة الذاتية لرءوف مسعد، "بيضة النعامة"، واللي متروسة حواديت عن مغامراته الجنسية.

لكن مع تصاعد خطاب الصحوة، كل ده معادش مقبول مجتمعيا.. وهنا كان لازم حواديت الجنس تغير مسارها. وتظهر في أماكن كان صعب تتخيلها.

فبقيت تسمع الشيخ في خطبة الجمعة وهو بيوصف كليب هيفاء وهبي frame by frame عشان في الآخر يأسف لحال الأمة.. ولحد ما وصلنا لليفل الداعية اللي بيدعبس في مواقع البورن عشان يكلمنا عن "الثريسم وقبائح العلمانية".

لكن الموضوع موقفش هنا في رأيي. وامتد حتى لكتابات التنويرين والمتحررين.

بشوف في تداول قصص التحرش ركن خفي من التلذذ بيها. مدونات وصفحات شغلها الشاغل جمع قصص الاعتداءات الجنسية ونشرها. مع مراعاة ان القصص دي تكون مكتوبة كويس وبتوصف الملابسات الدرامية للوقائع بشكل تفصيلي.

*

فيعني الكلام عن الجنس في مجتمعنا مبقاش مقبول غير في سياق من اتنين: يا إما الوعظ، يا إما دعم قضية ما.. وده اللي خلى وعظنا وقضايانا تاخد شكلها الإباحي الحالي.

اتنشر 16 ديسمبر 2021

اترك تعليقًا

0 تعليقات