الفصل بين الجنسين.. ازاى تصنع "زومبيز" في البيت؟

 

تغريب الولاد والبنات عن بعض بيبدأ من المرحلة الاعدادية في حياة الطالب المصري. تحديدًا بعد المدارس الحكومي ما بتقرر تعمل مدرسة عمر بن الخطاب للبنين ومدرسة أم المؤمنين للبنات، ومعاها يقرر كتير من مدرسين الدروس الخصوصية يعملوا حصة للولاد وحصة للبنات. وتكتمل الكماشة بإننا في مصر معندناش تقريبًا أى نوادي أو أنشطة ممكن الناس تتعرف من خلالها على بعض.

طيب هل الكلام ده ملوش عواقب؟ أكيد ليه.. 

أولها انك رسخت في عقل المواطن الذكر من وهو طفل ان الإناث دول عالم قائم بذاته، فلو واحدة عدت الخط الفاصل بين العالمين وتواجدت لا سمح الله في محيط لا يخلو من جنس الذكور فهي أصبحت مباحة بالتبعية، عشان كدا هتسمع جملة "وهى ايه اللي وداها هناك" كتير.

تانيها انك بتصنع حالة من الجهل بالجنس الآخر تخليك تطلق عليه أحكامك المطلقة بنت تجربتك المحدودة أو المعدومة، زى ان "الرجالة خاينين" و"الستات نكدية" .. ويكفي انك تتابع تريند المقارنات بين سلوك البنات والولاد عشان تعرف اننا منعرفش حاجة عن بعض. 

تالتها بقى انك لا يمكن يا إنسان تحارب الطبيعة وتكسب أبدًا..

الواحد محتاج يتشاف عشان يوصل لأحلى نسخة منه.. المراهق ده لما يبقى عارف انه هيصادف بنات في طريقه هيلبس كويس ويغسل سنانه ويسرح شعره وهيذاكر ويجاوب في الحصة عشان يعجبهم، وده سلوك طبيعي جدًا وبنَّاء، وهتلاقي زيه عند البنات أكيد .. عشان كدا مظاهر السرسجة والعفانة واللسان الوسخ دي حاجات مبررة جدا، وبيقابلها ظاهرة ستات البيوت اللتاتة اللي وصلت انها تاخد دلوقتي دروع يوتيوب. ده بدون الإشارة لحالات الشذوذ الجنسي والاعتداءات الأسرية اللي حتمًا ولابد هتظهر في مجتمع مقفول كدا.

الإنسان كمان محتاج يدوق طعم الحب في كل مراحل حياته. فهتلاقي المواطن الخليجي أو الطالب الأزهري اللي قضى طفولته ومراهقته كلها من غير ما يشوف بنت، بتبقى البنت الصغيرة اللي يدوبك بلغت امبارح هى خياره الأول في الجواز، ده لأنه على المستوى العاطفي لسة مراهق.

غياب الحب العاطفي بينتج عنه غياب الحب الأسري كذلك.. 

دلوقتي انت هذا الشاب وتلك البنت اللي متواصلوش طول حياتهم مع الجنس الآخر وجت أهاليهم جوزتهم صالونات لبعض، هتلاقيهم بيتصرفوا على حسب الصورة الزائفة عن معرفة كل واحد فيهم بجنس التاني، وعادة هيخلفوا أطفال بدري قبل ما يكتشفوا انهم مش طايقين خلق بعض، فهيفضلوا مكملين طبعًا عشان الأطفال، وطول حياتهم هيبضينوا على أطفالهم دي عشان هم السبب في انهم لبسوا بعض، أو هيعوضوا فراغهم العاطفي بالمبالغة في المعاناة ويعيشوا في وهم انهم ضحوا بحياتهم وشبابهم عشان يربوهم، ويغرقوا ولادهم في إحساس الذنب ان أهاليهم صرفت عليهم. وبعد كدا هيلقنوهم نفس الأفكار المتخلفة عن التواصل والعلاقات الطبيعية بين البني آدمين عشان يكملوا مسيرة المعاناة من بعدهم.

واللي يطلع من العيال دي شيخ ولا مستشيخ هيفضل يزعق "امنعوا الاختلاط" ويقف عازول بين أى ولد وبنت يصادفهم في حياته، ويبدأ يوزع ألقاب الشرمطة والدياثة عليهم بالتساوي .. أصل حط نفسك مكانه يا أخي، اشمعنى هو يتبضن عليه لوحده وباقي الناس عايشة ومعندهاش عقد!

أخيرًا بقى أنا لو في موضع المسئولية هيبقى أول قرار اخده هو اني أوقف المهزلة دي، لأني حقيقي عانيت بسببها كتير على المستوى الشخصي، وعشت أغلب حياتي احس بخجل وتوتر لو اضطرتني الظروف النادرة اني اتعامل مع بنت. ولو حصل وحسيت بإعجاب ناحية بنت ببقى مضطر ادوس على مشاعري دي برجلي لأني كان مستحيل أكسر الحاجز واعبر عن نفسي، وياما اتسربتلي أحاسيس العجز وقلة الحيلة وغياب الأمل اللي موقفتش مكانها وامتدت لمجالات تانية من حياتي.

دور  على إحباطات المصريين ومشاكلهم الاجتماعية والنفسية هتلاقي النقطة دي ورا أغلبها بشكل أو بآخر. أنا عايز اقولك وحتى المشاكل السياسية. 

من ثورات منبعها الكبت، لإرهاب وهجمات انتحارية تهدف للتخلص من المجتمع اللي شايفينه منحل والهرب لعالم آخر أكثر انحلالًا بما لا يقاس لكن كله بما يرضي المولى عز وجل، هتلاقي "الفصل بين الجنسين" واقف ببراءة زى مشهد جيري وهو حاطط ايده ورا ضهره بينما هو ممكن يكون الملام الأول عن المصيبة.

اتنشر 9 أغسطس 2020

اترك تعليقًا

0 تعليقات